الجمعة، 20 يوليو 2018

دعوة القديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى كل مسيحي

بقلم شربل الشعار
في ٢١ .- تموز ٢٠١٨

 سنة 1999 ألقى القديس البابا يوحنا بولس الثاني خطاب، في مدينة سان لويس في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قال :" التبشير الجديد يدعو التابعين للمسيح أن يكونوا بدون أي شرط للحياة "

دخل هذا المصطلح ضميري من وقتها حيث كان مثل حبة الحنطة، لم اقدر ان أنساه ولم اقدر إلا وان أستشهد به مراراً وتكراراً.

في ترك الفترة من الزمن كانت الحركات المؤيدة للحياة تنظر الى  بابا روما كقائد لان القديس كان بكل مناسبة يتكلم عن قدسية الحياة وحق الحياة ضد شرور منع الحمل والإجهاض، وهو من بدأ استعمال مصطلح ثقافة وحضارة الموت. واعطى الحركات المؤيدة للحياة في العالم الدعم الروحي والمعنوي  خصوصا في رسالته الشهيرة إنجيل الحياة. 

في اخر زيارة له للولايات المتحدة قال القديس لهذه الدولة قبل رحيله عن ارضها: /إذا يا أمريكا إذا اردت السلام في العالم اطلب الحق وإذا اردت الحقّ دافعي عن الحياة./

في مكان اخر قال للكنيسة ولكل مؤمن: الويل لك إذا فشلت في الدفاع عن الحياة. 

بهذه المصطلحات يؤكد لنا القديس بان التبشير الجديد (إنجيل الحياة) بانجيل يسوع المسيح القائم من الموت والأخبار السارة هي الدفاع عن الحقّ بالحياة، لان الحقّ بالحياة هو اساس كل الحقوق. 

أيضا يقول القديس مار يوحنّا بولس أن التبشير الجديد يدعو التابعين للمسيح، اي ليس الكاثوليك فقط بل كل مسيحي، ان يكون بدون شرط للحياة، انه إذا كنت مسيحي صحيح تريد ان تبشر بحب الله والخلاص يجب تكون مع الحياة ولا تقدر ان تكون مع الإجهاض وليس هنالك اي مبرر لقتل الطفل في الرحم بالإجهاض. لانه لا نقدر ان نتكلم عن يسوع المسيح القائم من الموت ونقبل ان تموت الأطفال الأبرياء وتقتل بطلب من الأم او الأب. 

لا نقدر ان نبرر هذه الجرائم ضد الإنسانية في مجتمعات عصر الحضارة والعلم والتكنولوجيا والتطور والنظام والقانون، لان هذه الحضارة اصبحت متوحشة ضد الحياة، ولا نقدر ان نبني العائلة والكنيسة والوطن على هذا الأساس ان نحرم فئة من البشر حقهم بالحياة والحب وان يرفض الأهل اطفالهم ويقتلوهم بالإجهاض. 


هنالك بعض المسيحيين يستعملون تبرير الإجهاض بسبب تشوه الطفل والإغتصاب وصحة الأم وحبل التلاميذ وهلما جرى من كلام باطل لتبرير التخلص من الطفل في الرحم ويتكلمون بما يسمّى حقّ الخيار. 

كل جدال لا يصب في حقّ الأطفال المشرفين على الولادة بالحياة هو جدال باطل وشرير ومجرم لانه يثمر بموت هذه الأبرياء قبل خرجوهم من الرحم. 

لماذا الناس صامتين على الإجهاض؟
أول سبب التخلص من الطفل المشرف على الولادة وقتل حياته، هو رفض الحياة وحياة هذا الطفل. وهذا الرفض نابع من اللامبالاة الاخرين والخوف وعدم المعرفة التي اساسها العمى الروحي والأخلاقي بسبب الخطيئة والعار والشر والكره. 
أعطى القديس مار يوحنا بولس الثاني إنذار لكل مسيحي وللكنيسة في العالم بكلمة الويل اذا فشلنا في الدفاع عن قدسية الحياة لأن الفشل يعني الموت. 

فئة كبيرة من المسيحيين عندهم لامبالاة عن الإجهاض لا يهمهم ماذا يجري في اماكن بعض الأطباء، ولا يفكرون ماذا يحصل بسبب عدم المعرفة. والكثير من يعرفون ويخافون التكلم ضد الإجهاض ويفكرون ماذا سيحصل لهم إذا تكلموا ضد الإجهاض. ولا يفكرون ماذا يحصل للأطفال المشرفة على الولادة اذا لم يتكلموا ضد الظلم، لا يفكرون ماذا سيحصل لمجتمعاتنا إذا تابع استمرار الإجهاض في العالم. 

عمق التبشير الجديد هو الأخبار السارة ان هنالك حل لحضارة الموت لان واجب كل مسيحي ان يبشر بانجيل الحياة ويسوع المسيح القائم من الموت وحضارة الموت بقوة صليبه حيث تغلب على ما يسمى حقّ الإجهاض وحقوق الإنجابية والتناسلية بحضارة وثقافة  الحياة والمحبة بالحقّ والسلام في الرحم وان الإجهاض ليس الحل ورفض الطفل المشرف على الولادة ليس هو الخيار الوحيد. الخيار الوحيد هو الحياة والحب. 





ليست هناك تعليقات: